انا شاب عمري ٣٨ سنة،

انا شاب عمري ٣٨ سنة، مفيش حاجة غلط او بمعني أصح حرام الا و عملتها. بدون اي استثناء.
و هسيبلكم الموضوع مفتوح للأسف.
 اتعرفت علي شلة كده في تانية كلية اتحولت بعدها من ابن ناس كل الناس تحب تعرفه لشخص كل الدفعه بتقلق منه و بتحذر بعض منه.
 بدأت القصة بالهروب من المحاضرات و ناخد عربية صاحبنا و نقعد نشرب سجاير و نعاكس بنات.. بس معاكسة رذلة.
بعدها السجاير بقت حشيش… بقيت بشرب كل المخدرات و مش هقول اساميهم .
 مبقاش معايا فلوس و قولت لامي اني مزنوق عشان كذا كورس و ادتني حتتين دهب عندها و كنت بصرفهم علي الزنا و الشرب ! و مفيش ادني احساس بالذنب.
 طبعا انقطعت عن الصلاة تماما لان واحد من الشلة قالي ازاي هتتقبلك صلاة ، ده انت بتعمل عمايل كفار يابني !!
 ووقفتها لاني كنت غرقان في عك ما يعلم بيه الا ربنا ..

ابويا لاحظ شقلبة الحال اللي بقيت فيها و غِلب يتكلم معايا بالشدة واللين و الضرب و الحبس و منع الفلوس بس كنت كل مرة بخرج و اوقات كتير كنت بسيبلهم البيت وولا بيهمني حد .. و امي كانت بتجري تدور عليا في الشوارع هي و أبويا…
انحرفت اكتر و اتفصلت من الكلية و اهل المنطقة بقوا مسميني الحشاش !!
ابويا ما استحملش اتجلط و مات ..
 مات بسببي.

كنت مغيب ساعتها و كان كل خوفي اني اروح المقابر .. قالولي ادخل احضر الغُسل قولتلهم لأ… خدوا حد نضيف..انا منفعش
امي حلفت لازم اغسل ابويا. انا ابنه الوحيد..
 دخلت و انا بترعش كإن انا اللي هدخل القبر ، في كل لحظة كنت بفتكر متعتي و انا بزني و انا بجاهر بالمعصية وسط صحابي. فلوس اهلي اللي ضاعت علي حشيش و مخدرات و شُرب و علي وسط رقاصات و في اماكن مشبوهه !!

اغمي عليا و عرفت اني فضلت كده شوية و افتكروا ان فيا حاجة… كلهم فاكرين اني متأثر بوفاة والدي و انا متأثر بآخرتي السودا من عمايلي الاسود…
 كانوا بيجرجروني عشان احضر الدفنة. صوت عياطي كان جايب كل المقابر لدرجة ان قرايبي قالولي كده غلط… احترم الموتي….
 حفرت اللحد معاهم بإيدي…دخلت ابويا القبر بإيدي … مسكت جسمه اللي لسه دافي و دفنت راسي في حضنه و قولتله و عزة جلال الله ما هرجع للي كنت فيه تاني..

طلعت من المقابر مسنود علي ولاد عمي، رجلي فضلت مش حاسس بيها لليوم اللي بعده، مكسوف اقوم اتوضي و اصلي ! مكسوف افرد السجادة…. نزلت المسجد اللي جنبنا و حشرت نفسي بين اللي بيصلوا الفجر عشان مكسوف حد يقول ايه اللي جاب الحشاش بيت ربنا..
الامام كان صاحب ابويا الله يرحمه خدني بالحضن و طمني…
قولتله انا وحش اوي، انا عاصي و كنت لسه هحكيله
قالي مش عايز اعرف… بدال نويت التوبة انسي اللي فات….
قولتله بالسهولة دي؟؟ يعني ربنا ممكن يتقبلني تاني بعد كل اللي هببته ؟؟؟
قالي “  قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”

من اليوم ده و انا منظر دفنة ابويا ما بيفارقش خيالي… روحت مقرأة و ختمت القرآن كله و حفظته بالتجويد… بقيت مؤذن المسجد … بقالي ٨ سنين مبفوتش صلاة جماعه…الا لو بموت.. و ساعتها كل المسجد بييجوا يطمنوا عليا…
بقي اسمي المؤذن بدال ما كان اسمي الحشاش…
ابويا بقي بيجيلي في الحلم وشه منور و بيقولي انه مبسوط مني  … ربنا كرمني من وسع في تجارة و بقيت فاتح بيوت ناس كتير من خير ربنا مش من فلوسي…
 اتجوزت ست قمة في الادب و الاخلاق… ربنا رزقني بولد سميته ساجد و اتمني من الله انه يكون ساجد …
بقيت بحاول آخد بايد الشباب اللي الدنيا لاهياهم زي ما كانت لاهياني…
اهدي لكل الشباب تجربتي
 رغم انها كانت في منتهي القسوة بس حولتني لانسان تاني خالص عمري ما كنت اتمني ابقي ربعه حتي..
ربنا رحمته واسعه فوق ما نتخيل ….
 متسمعش كلام حد يقولك استحاله ربنا هيسامحك .